أكثر من 500 حالة وفاة.. نصفهم من دولة عربية حالة حزن تخيم على العالم العربي والإسلامي
أكثر من 500 حالة وفاة.. نصفهم من دولة عربية حالة حزن تخيم على العالم العربي والإسلامي
توفي أكثر من 550 حاجاً خلال أداء فريضة الحج في مكة المكرمة هذا العام بسبب الارتفاع القياسي لدرجات الحرارة، نصفهم من الحجاج المصريين، بحسب دبلوماسيان عربيان في السعودية لوكالة فرانس برس.
وتزامنت أيام الحج هذا العام مع فترة من الحر الشديد غير المعهود، وهذا ما قد يفسر عدد الوفيات بين الحجاج هذا العام مقارنة بعددهم العام الفائت والذي لم يتعد 241 حالة وفاة.
وقال أحد الدبلوماسيين اللذين ينسقان استجابة بلديهما: جميعهم ماتوا بسبب الحرارة باستثناء شخص أصيب بجروح قاتلة خلال تدافع بسيط بين حشد من الحجاج، مضيفاً أن الحصيلة مصدرها مشرحة المستشفى في حي المعيصم بمكة، أكبر مشرحة في مكة، والتي وصل إليها 550 جثة.
وأكد الدبلوماسيان أن 60 حاجاً أردنياً على الأقل لقوا حتفهم، أي أكثر من العدد الرسمي الذي أعلنته عمّان في وقت سابق الثلاثاء والذي بلغ 41 وفاة. بذلك ترتفع حصيلة الوفيات إلى 577، بحسب تعداد لوكالة الأنباء الفرنسية.
ويتأثر الحج بشكل متزايد بتغير المناخ، وفق دراسة سعودية نشرت الشهر الماضي قالت إن درجات الحرارة في المنطقة التي يتم فيها أداء الشعائر ترتفع بنسبة 0,4 درجة مئوية كل عقد.
وبلغت الحرارة 51,8 درجة مئوية في مكة المكرمة الاثنين، بحسب المركز الوطني السعودي للأرصاد.
إجهاد حراري
وأعلنت وزارة الخارجية المصرية في وقت سابق الثلاثاء أن القاهرة تتعاون مع السلطات السعودية في عمليات البحث عن المصريين الذين فقدوا خلال موسم الحج. وبينما تحدثت الوزارة في بيان عن “وقوع أعداد من الوفيات”، فإنها لم تحدد ما إذا كان من بينهم مصريون.
وأفادت السلطات السعودية بعلاج أكثر من 2000 حاج يعانون من الإجهاد الحراري، لكنها لم تقدم معلومات عن الوفيات. وقال الأردن الثلاثاء إنه تم إصدار 41 تصريحاً لدفن حجاج متوفين في مكة، وكان قد أعلن الأحد عن 14 وفاة بسبب ضربات الشمس.
وقالت وكالة الأنباء الرسمية (بترا) إن عدداً غير محدد من الحجاج الأردنيين في عداد المفقودين وأن السلطات تحاول تحديد مكانهم وإعادتهم إلى بلدهم. بدورها، قالت وزارة الخارجية التونسية الثلاثاء إن 35 حاجاً لقوا حتفهم وسط “ارتفاع حاد لدرجات الحرارة” في السعودية.
ولم يذكر البيانان الأردني والتونسي على وجه التحديد عدد الوفيات التي يمكن أن تعزى إلى الحرارة مقارنة بعوامل أخرى.
وتوفي أكثر من 240 حاجاً العام الماضي من دول مختلفة، غالبيتهم إندونيسيون.
في منى الاثنين، كان حجاج كثر يفرغون عبوات مياه على رؤوسهم في حين وزعت السلطات مشروبات باردة ومثلّجات بنكهة الشوكولا تذوب في غضون ثوان.
ونصحت وزارة الصحة السعودية الحجاج بـ”تجنب الإجهاد الحراري عبر حمل المظلة والإكثار من شرب الماء”. غير أن العديد من الشعائر ومنها الوقوف على عرفة والتي كانت يوم السبت، تجري في الهواء الطلق.
وأفاد عدد من الحجاج عن مشاهدة أشخاص هامدين على جانب الطريق، وسيارات إسعاف “منشغلة للغاية”. وشارك هذا العام نحو 1,8 مليون حاج، منهم 1,6 مليون من الخارج، بحسب السلطات السعودية.
حجاج غير مسجلين
يحاول عشرات الآلاف من الناس كل عام أداء فريضة الحج من دون الحصول على تأشيرات رسمية من أجل توفير المال، ما يجعل أداء المناسك أكثر خطورة لأن هؤلاء الحجاج غير المسجلين لا يستطيعون الوصول إلى المرافق المكيفة التي توفرها السلطات السعودية.
وقال أحد الدبلوماسيين اللذين تحدثا إلى وكالة الأنباء الفرنسية الثلاثاء إن عدد الوفيات في صفوف الحجاج المصريين ارتفع “بالتأكيد” لأن عدداً كبيراً منهم غير مسجلين.
وأفاد مسؤول مصري يشرف على بعثة الحج المصرية بأن “الحجاج غير النظاميين تسببوا في فوضى كبيرة في مخيمات الحجاج المصريين ما تسبب في انهيار الخدمات” وتابع “الحجاج ظلوا لفترة طويلة دون أكل او مياه او مكيفات” مضيفا أنهم توفوا بسبب “الحر لأن ليس لهم مكان” يؤويهم.
في وقت سابق من هذا الشهر، قال مسؤولون سعوديون إنهم قاموا بإجلاء مئات الآلاف من الأشخاص غير المسجلين من مكة قبل أداء الحج.
ومن بين الدول الأخرى التي أبلغت عن وفيات خلال موسم الحج هذا العام تونس وإندونيسيا وإيران والسنغال.
وأعلن وزير الصحة السعودي فهد بن عبد الرحمن الجلاجل الثلاثاء عن “نجاح خطط المنظومة الصحية في المملكة لموسم حج هذا العام” ومنع تفشي أي أمراض أو تهديدات على الصحة العامة، حسبما ذكرت وكالة الأنباء السعودية.
كما “تم تقديم خدمات افتراضية عبر مستشفى صحة الافتراضي لأكثر من 5800 حاج، والتعامل المباشر مع حالات الإجهاد الحراري وتقديم الخدمات الطبية اللازمة لهم” وفق الوكالة مضيفة أن “الجهود التوعوية الاستباقية أسهمت في الحد من زيادة عدد الحالات”